الشمولية الفجة تؤدى الى الانهيار

الجمعة، 9 أبريل 2010

عاشت مصر تجربة مريرة لا تزال تعيشها حتى الان و هى التجربة الشمولية او ما سميت بالاشتراكية و القومية العربية و فدادين خمسة و كل هذا التزييف الذى يتسق مع الحالة السادوماسوشية التى عاشتها مصر اعقاب انقلاب يوليو بالخمسينيات، فمشاركة الشعب فى بناء الدولة الاشتراكية التى ساقها المدمر الاكبر و صاحب اكذوبة القومية و الاشتراكية و كل هذا الزيف الذى انتشر ايامها لم يكن سوى محاولة من الشعب للاتساق مع اليوتوبيا الاشتراكية و محاولته اقناع نفسه باتساق ايديولوجية و سياسة النظام مع نمط تفكيره و قناعاته فى تلك الفترة حيث يقنع الفرد نفسه بانه جزء من هذا النظام ليحمى نفسه من قمع السلطة اولاً ، ثم ليحمى نفسه من العزلة عن الجموع المؤيدة و يعطي نفسه الفرصة لتاييد المسيرة الخلاصية التى يتبناها النظام، فيتخيل نفسه جزء من شئ مهم اكبر منه بكثير و يعطى لحياته معنى، هذا بالاضافة لجملة المنافع الشخصية التى تعود على الشخص المؤيد للنظام و هكذا اندمج الجانب العملى بالجانب الفكرى و الذى يبدو عقلانياً فى تبرير الاقتناع بايديولوجية النظام القمعية و اقتناعه ايضاً بالنواحى الوجودية عن طريق التشبث بالسلطة و برنامجها اليوتوبى الذى يعفى الفرد من مسئولية ايجاد هذا المعنى لحياته بنفسه مع قيامه بالتمسح بالسلطة و شخصية بطلها الكاريزمى الذى لا زال له مؤيدون حتى الان رغم فجاجة تصرفاته و فداحة نتائجها المدمرة و التى دفعت الاجيال السابقة و الحالية نتيجتها حتى الان و رغم ذلك يغفرون للبطل الكاريزمى ، من هنا تاتى جاذبية الانظمة الشمولية الرهيبة بشعاراتها الشاعرية الرنانة، و كما اقتنع الشعب بان نظامهم المخيف يقود البلاد و المنطقة نحو الحرية و الاشتراكية، اندفع العديد من المثقفين و اقنعوا انفسهم او اقتنعوا باننا نسير نحو هدف قومى خلاصى على الرغم من كون الاشتراكية الناصرية الممزوجة بالقومية العربية كانت اقرب ما يكون الى ايديولوجيات النظم اليمينية المتطرفة ، و اقنعوا البسطاء الذين يسعون نحو هدف يلتفوا حوله بانهم يشاركون فى صنع الطريق الامثل نحو الحرية و الاشتراكية فهللوا لقوانين الخراب الاشتراكية بالستينيات و للميثاق الوطنى المصاحب لها و تبنوا و خلفهم الشعب افكاراً بدت براقة و مقنعة و حالمة حينها حتى جاء الانهيار، و رغم الانهيار المدوى ظلت غريزة ادمان التشبث بالسلطة و القوة الباقية سائدة فى المجتمع لكنها افتقدت المعنى الذى يأتى من خلال الايديولوجيات الخلاصية التى تتبناها الانظمة الشمولية فى حقبة الشباب ليبدو هذا التشبث فى واقعنا الحالى نوعا من الانتهازية التى يشمئز منها الشرفاء ، حيث ان السلطة الشمولية فى مرحلة الشيخوخة قد فقدت البريق و القدرة على غسل الادمغة التى كانت تتمتع بها فى الماضى، و مع ذلك و مع التغير فى الانظمة و التخلى نوعاً عن التوجهات الاشتراكية الا ان الاساليب و التكتيكات التى كانت متبعة فى السابق تطبق بحذافيرها ثانية و نجد ايضاً المعارضة تتبنى نفس النزعات البالية النابعة عن فترة شباب الحكم الشمولى ، و لا يزال يوجد نفس الاشتياق و الحنين للقوة الشمولية و الايديولوجية الخلاصية التى تعطى معنى و اتجاه لحياة الانسان، و نجد من يترحم على حقبة الستينيات و قائدها الكاريزمى و دخل المنحى الدينى فى اللعبة من خلال ايديولوجية شمولية خلاصية ايضاً انجرف نحوها الملايين سعياً نحو الايديولوجية الخلاصية، و صار الشعب يبحث باى شكل عن منقذ يرفع رايات الحرية و التعددية و حتى الاشتراكية و العدالة الاجتماعية و لكنهم فى الواقع ما زالوا يحلمون بعالم ترتبط به القوة و السلطة و ما زالوا يبحثون عن عالم يستطيع فيه الانسان ان يقنع نفسه بان الخضوع للسلطة و التقرب منها يعبر عن شئ مشرف له كفرد و للامة ككل بالحلم بشخص يقودهم نحو دولة قوية لها هيبتها و هو ما يتنافى مع مبادئ الحرية التى يجب ان يسعى اليها الانسان ليجد نفسه و يشعر بالحرية و الديمقراطية التى يستحقها و لكنه للاسف لم يستطع التفكير فى الاستقلال عن السلطة و ذلك بسبب الارث الشمولى و ما خلفه من احلام بدت وردية و لم يستطع الشعب رؤية او تفسير انها هى السبب الوحيد فى الانهيار حيث انه لم يراد له الاطلاع على الحقيقة كاملة و لم يقال له انها كانت اكذوبة ، ثم ان الفرد نفسه يرفض اقناع نفسه بانه كان جزءا من اكذوبة و يتضح ذلك من مدى عصبية انصار العصر الشمولى الفاشى حين يواجهوا باى حقائق عن قائدهم الملهم و ينبروا فى الدفاع عنه بكل طاقتهم و ذلك لرفضهم داخليا الاقتناع بانهم كانوا مضللين و للفكرة اللامعة التى بدت براقة اليهم ابان شبابهم المفترض ان يكون واعدا و لكنهم وصلوا لشيخوختهم بين جدران القطاع العام المؤمم و بلغوا من العمر عتياً و هى معضلات سياسية تواجه مصر و يتلخص الخلاص منها فى تبنى فكر حر برؤية واضحة و شرح و تفسير الامور حتى نسير كدولة بشكل صحيح نحو الامام و ليس للخلف

1 comments:

Tears يقول...

لم يحكم مصر من تستحقه دولة بحجم مصر حتى الان...عبد الناصر كان ذو كاريزما و اجتماعيا مصر فى عهده كانت افضل من بعد ذلك يكفى ان الشوارع كانت آمنه

السادات مهما انجز فقد نسف كل شىء لانه جلب الاخوان و مبارك سبب خراب مصر للان

إرسال تعليق