لم يكن احد يتوقع ما حدث فى تونس و تلك الاحداث الدراماتيكية فى سيناريو لم يخطر ببال احد، حتى ابرع المؤلفين و كاتبى السيناريو، شاب يضرم النار فى نفسه فتندلع الاحداث نتيجة للكبت الذى عاشته الجماهير لعقود تحت حكم قاسى مستبد كما هى معظم او كل النظم العربية مع اختلافها فى درجات الشدة و القسوة من تقييد للحريات و الأرزاق ، و يخطئ من يظن ان عملاً مماثلاً يمكن ان يقع فى اى دولة اخرى نظراً لطبيعة الشعوب المختلفة، فها هم بعض المصريين او الجزائريين يشعلون النار فى انفسهم و لكن يخطئ من يظن انها سوف تحقق نفس النتيجة التى حدثت فى تونس ، فالتركيبة الثقافية الاجتماعية تختلف كلية بين هذه الدول مع اشتراكها فى انها محكومة بانظمة مستبدة و لكن الانظمة تطورت و طورت من شكل و طريقة الاستبداد ايماناً بمبدأ " الارتجال اساس العمل الميدانى " و لكن الشئ الغريب هو ما بدات هذه النظم المرتعشة فى تطبيقه و ترديده، فمن احرق نفسه فى مصر سواء اكان على حق ام لا اصبح فى بؤرة اهتمام الحكومة و اصبح اسمه السيد المواطن و تحركت كافة الاجهزة الشعبية و التنفيذية لسماع مطالبه و هاهى الكويت تعلن عن صرف مبالغ لشعبها و ها هى الحكومة المصرية التى كانت قد اعلنت عن بعض الاجراءات لضبط و ترشيد الدعم تتراجع كلية عن اى خطوات او اجراءات من شأنها تحريك او اثارة الشعب المطحون الذى و ان كان يعانى من ظروف طاحنة الا انه مواطن ذكى يعرف متى يعترض و متى يقوم بالدلع على الحكومة و متى يبتز الحكومة و التى يعتبرها المتسبب الرئيسى فى ظروفه، اننا لا نريد فوضى او دمار لاى دولة عربية و لكن العدل هو ما نريده و ما تطمح له معظم الشعوب العربية اما لعبة القط و الفأر و مسك العصا من المنتصف فلم تؤدى الا الى مزيد من التخلف و التدهور ، فالدعم لا يصل لمستحقيه و هو فكرة بدات برشوة من النظام ايام فترة الستينات و استمرت حتى الآن و قام عليها اخطبوط الفساد الذى نشأ منها و بها و استمر كل هذه السنين و سوف يستمر خاصة بعد احداث تونس لان النظام المصرى لم و لن ينسى ما حدث فى منتصف السبيعينات و لكن الامور تتفاقم و هذه الاكواب من الارز و السكر و الزيت الفاسد لم تفلح فى تخدير الشعب الذى يريد الحصول على اقصى المنافع من نظام مهتز مرتعش يعمل برد الفعل و ليس الفعل، اعتقد ان التجربة لن تتكرر فى اى نظام آخر غير تونس و لكنها كشفت عن حجم الزيف و الكذب الذى تعانيه بقية الانظمة العربية التى ترتعد خوفاً من ثورة الشعوب، تحيا مصر و يعيش الركود المسمى حاليا بالاستقرار
حوش اللى وقع منك
الأربعاء، 19 يناير 2011
Posted by Elmasryeffendi at 1:57 ص
Labels: احداث, انقلاب, تونس, زين العابدين بن على
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
6 comments:
علشان الناس عندنا عقلها على ادها وفاكرينها تونس التانية قاعدين كل يوم واحد يولع فى نفسه واللى ولعت فى نفسها فى الجزائر مش عارفه ثورة ايه فى وطن مات وشعوب ماتت قبله
لغاية دلوقتى عشرة فى مصر انتحروا فى ظرف اربع ايام ما بين حرق و شنق
بس لو انتحر نص الشعب و ولع فى نفسة برضه النص التانى مش ح يعمل حاجة و النظام بااارد
Desert Cat
فعلا احنا متنا و شبعنا موت من زمااااااااااااان و بعد ما مدمر مصر الحديثة دمر مصر و زور التاريخ و قال ايه ساعد ثوار الجزائر و هو اساسا حمار كبير و اهو كفاية علينا الاقتتال الداخلى بين الاهلى و الزمالك و المسلمين و المسيحيين و التجار و المستهلكين و على ما نفوق تكون القيامة قامت
Tears
و الله لو الشعب كله انتحر ما حد هايتحرك و هايقولوا زى جميل راتب فى فيلم الكيف خلى الزحمة تخف و الشعب كبيره يثور على بعضه فى الاشارات و وسائل المواصلات لان ده كبيرهم يفرغوا هم بعض على بعض
نازل التلتاء؟
dr.lecter
ما رتبتش انى انزل يوم الاثلاثاء لان 25 يناير بالنسبة لى تانى يوم كئيب بعد 23 يوليو و بافكر ما اخدوش اجازة
إرسال تعليق