نشكركم على حسن تعاونكم معنا

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

لا زلنا نتذكر المقولة الشهيرة التى وردت فى مسلسل دموع فى عيون وقحة او جمعة الشوان " نشكركم على حسن تعاونكم معنا طوال السنوات الماضية " و ما كان يعترينا من حماس و وطنية ابان مشاهدة الاعمال الوطنية التى كان يسوقها الينا جهازنا الاعلامى الموجه الذى ظل لسنوات طويلة يروج لبطولات و انتصارات قام بها جهاز المخابرات المصرى، و قد كان فعلاً من الاجهزة القوية فى وقت كانت فيه الحروب و الصراعات على اشدها بيننا و بين اسرائيل، تذكرت كل ذلك و انا اتابع قضية الجاسوس المصرى الذى تم القبض عليه مؤخراً ثم المهزلة الاعلامية التى صاحبت هذا الخبر من نشر بطولات و صولات و جولات لجهازنا العظيم و التى اعتقد انها من نسج الخيال لان القضية لم تبدأ الا عندما قام المتهم بابلاغ السفارة المصرية فى الصين بقيامه بالاتصال و التعاون مع بعض افراد الموساد بحجة رغبته فى ان يصبح عميلاً مزدوجاً و اعتقد ان ما كشفه فعلاً هى تلك الخطوة ثم قيامه بالتردد على الصين و تايلاند و سوريا الامر الذى يلفت انتباه اى صول فى الداخلية و ليس رجال المخابرات فحسب ، فتايلاند هى احد اكبر الملاعب المخابراتية المعروفة و لكن ما يدهشنى هو قيام السادة فى جهازنا العظيم بنسب بطولات وهمية لانفسهم و هم لا يشغلهم الان سوى مشروعات الاسكان بالتجمعات و فيلات السادة المسئولين و البدلات و السفريات و التنصت و مراقبة خلق الله فى الداخل و البلطجة على الشعب ، اما غير ذلك مما يندرج تحت مسئولياتهم فلا اعتقد انهم بالكفاءة اللازمة ليصبحوا جهاز مخابرات بحق، ثم نأتى للكارثة الاخرى و هى السيدة المحامية التى انتدبتها نقابة المحاميين التى اصبحت غير محترمة منذ عهود طويلة و التى استغلت الفرصة للترويج لنفسها و تلميع نفسها فى الفضائيات و نصبت نفسها محللة نفسية و قاضية و محامية فى نفس الوقت مع ان القضية لا زالت محل المداولة و لم يصدر حكم نهائى بعد ، و لكن الغريب و المثير فى هذه القضية و غيرها من القضايا التى تم الكشف عنها فى الآونة الاخيرة و قيام المتهم بعرض نفسه على الموساد و ليس العكس ، مع ان دراسة هذه الظواهر تندرج تحت اختصاص تلك الجهات السيادية التى تحلل مدى غياب العدالة الاجتماعية و التدهور الاقتصادى اللذين اديا الى تطوع المواطنين بعرض خدماتهم على الموساد و ما يحمل ذلك من دلالة انتقامية بالتعاون مع اعداء البلد و ليسوا باعداء للنظام ، الم يقم السادة الافاضل فى المخابرات بدراسة تلك الظواهر ؟ ام ان الميزانية التى تمول من جيوب دافعى الضرائب لا تكفى سوى لانشاء المشروعات السكنية للجهاز و اسرهم و لا تكفى للقيام بدراسات اجتماعية بحثية لدراسة تلك الحالات الغريبة، اننى لا ادافع عن هذا الشخص الذى لا اعرفه و لكن لا بد من ذكر الحقائق و عدم تجميلها ، فهذا البلد مخترق بكافة الطرق و الوسائل و يكفى فقط نظرة بسيطة على طبيعة المعلومات التى يبحث عنها الموساد لنعرف مدى الدقة التى يعملون بها، اما نحن فمخترقين رغماً عنا، فيكفى ان تقوم باعطاء خمسة او عشرة جنيهات لاى فرد امن او حراسة ليسهل لك اشياء كثيرة و يدخلك الى اماكن ممنوع الاقتراب منها ، و قس على ذلك التدرج الهرمى الوظيفى لمن يدعون بالاجهزة السيادية، اننى لا اريد التعميم فهناك الكثير من الشرفاء و لكن المصيبة فى صغار الموظفين و من يقومون بالتنفيذ على ارض الواقع، اننا دولة مخترقة يا سادة و على كافة المستويات، لقد اصبحنا فى خطر شديد فالشعب يعيش معظمه تحت خط الفقر و البطالة فى اعلى معدلاتها و الشعب يأكل الزبالة و من الزبالة و هناك اناس تعيش فى المقابر و اخرون يبيعون اعضائهم او شرفهم و لم يعد هناك ادنى حد من الحياة الآدمية ، فكيف نحكم على وطن هان على مواطنيه و بيد بعض من مواطنيه ، انها مسألة معقدة و تسير من سئ الى اسوأ ، و نشكركم على حسن تعاونكم معنا طوال السنوات الماضية و قد توجتم هذا التعاون بامدادنا بجهازكم الخطير و الى اللقاء فى عمليات اخرى

6 comments:

Tears يقول...

الانتماء هو ان البلد تدينى فأنا اديها مش العكس زى كلام الاغانى...يعنى الطفل بيحب أمه لانها قامت برعايته و احتضانه و حمايته و بالتالى صار له ولاء لها لكن لو كانت يوم ما خلفته فتحت باب الشقه و رمته على السلم و لا انتظرت لما كبر و ذلته و اهانته و انتهكت آدميته ما كانش ح يبص فى وشها بعد كده

dr.lecter يقول...

ده علي اساس ان مصر برئيسها مش عميل اسرائيلي؟

Elmasryeffendi يقول...

Tears
الانتماء حاجات كثير قوى مش موجود منها حالياً حتى الحد الادنى، البركة فى الفكر الجديد و الركود اللى بقى اسمه استقرار، بس الام برضه ام حتى لو دعت و ظلمت ولادها لانه مش بايدها و لكن بايد ولادها الكبار

Elmasryeffendi يقول...

dr.lecter
هيييييييييه خلينا ساكتين ، ما انا قلت انهم اعداء الوطن و ليسوا اعداء النظام اما الزعماء اصحابنا فهم اصدقاء مقربين

ELVIRA يقول...

طب هل الفقر مبرر احنا مرت علينا فترات أيام عبد الناصر و السادات و كنا فيها فقرا برضه لكن ماكنش فيه قضايا من النوع دة
يمكن أخنا فعلا محتاجين أعلام موجه الى حد ما علشان الحالة المعنوية للمجتمع على الاقل

Elmasryeffendi يقول...

ELVIRA
انا رايى ان الوطنية و الامانة ما بتتجزاش مهما كان النظام الحاكم لكن الوطنية شئ مهم سواء موجه او غير موجه لانها تنبع من الداخل، لكن ما يحدث الان من غياب للهوية هو ما ادى الى هذه الظواهر الغريبة على المصريين

إرسال تعليق