هل استيقظ الاعلام الرسمى على كابوس الفضائيات الدينية ؟ هل ادرك المسؤلون و الاعلاميون و المثقفون اخيراً ان هذه القنوات تقودنا نحو مزيد من التخلف و التصحر و تجريف العقول ؟ ام هو حس وطنى من شخص مثقف يحاول ان يقود الحملة ضد هذا التخلف ؟ و لكن اين كنتم سابقاً ؟ فكل من كان يجرؤ على انتقاد هذه القنوات المتخلفة كان يقابل بحملة شرسة من الحنجوريين المدعين و كان يهزم حتماً ثم ينزوى لانه يوصم بتهمة معاداة الاسلام ، لقد احتكر هؤلاء الاسلام و تحدثوا باسم الدين و الاسلام منهم براء، فهم يعرفون انفسهم جيداً و يعلمون انهم متخلفون افاقون شاء حظنا العاثر ان يوجد هؤلاء الافاقون فى زماننا هذا، و لكن الامر شديد التعقيد فهذه القنوات تتسلل داخل المجتمع الفوضوى الذى يتفنن فى ايجاد الاستثناءات لكل شئ و اى شئ، فهذه القنوات لا تجرؤ حتى على الظهور الا فى مصر ، الدولة عديمة النظام فى كل شئ ، فهذه القنوات اساسا لا تحمل رخصة قناة دينية لانه لا يوجد فى القانون مسمى القنوات الدينية و لكن التسيب و التعاطف هو ما يجعلها تعمل تحت ستار الدين لتبث سمومها و تبيع بضاعتها الصحراوية لدولة الثمانين مليون مستهلك ، هذه الدولة التى لا يدرك اهلها انهم كنز لاى مستثمر و سوق رائجة لأى شئ و لكن ما يحدث هذه الايام من خيرى رمضان فى برنامج مصر النهارده غير كافى بالمرة حيث يحتاج الأمر لموقف حاسم و رسمى و لا اعتقد ان الحوار العقلانى سوف يجدى مع هؤلاء المتخلفون لانهم لا يجيدون لغة الحوار فى الأصل و انما يجيدوا فقط التشويح و الجعير و النهيق فى وجه من يعترضهم وصوتهم عالى للأسف ، فكلما نجحوا فى بث المزيد من التخلف و التسطح و التصحر كلما نجحوا اكثر فى السيطرة على المجتمع و ها هم بالفعل قد جنوا ثمار ما بدأوه ، فها هو النقاب ينتشر فى مصر و بشدة فى اى مكان و كل مكان فى مصر حتى الاماكن السياحية، و ها هم البسطاء يعلنون تاييدهم لامراء السبوبة الفضائية و لا يخلوا حديثهم عن ذكر امثلة مما سمعوه فى هذه الفضائيات، و ها هى جيوب الافاقين تزداد امتلاءً و الاهم ان خزينة النايل سات تنتعش مما تحصل عليه من هذه القنوات، انها منظومة التخلف و ليست الفوضى الخلاقة ، انه التخلف و الفوضى الغير خلاقه، فتنهار مصر بين اصوليتين تمنكنتا منها بشدة منذ انقلاب يوليو بالخمسينيات، حيث ما زلنا نعانى من الأصولية الناصرية ثم ظهرت الاصولية الدينينة ، و بين الاصولية الناصرية و الاصولية الدينينة قصة تخلف مصرية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
4 comments:
لا لا اوعى تصدق الكلام ده...النظام ده متعفن و طول الوقت بيدور على اى شىء يلهى الناس فيه حتى لو التخلف و الدروشة و ما انقلابه على القنوات الدينية غير بسبب الانتخابات و دعمهم للاخوان مش عشان الاسباب المعلنة و لو القنوات دى رفعت صور الننوس و ابوه و سبحوا بحمدهم ح يبقوا حبايب
كلها مصالح
فعلا معاكى حق عشان كده انا باتساءل مش مصدق و للاسف بتستمر نفس اللعبة بتاعة مسك العصاية من النص لكن للاسف هما كانوا بيساندوهم ضد مين ؟ للاسف ضد مصر لانى اعرف مشايخ بالاسم كانوا اتطردوا و امن الدولة شخصيا هى اللى رجعتهم تانى عشان ينفذوا اجندة تانية و هما كده بيلعبوا بالنار بس اخرتهم اكيد معروفة
مش عارفه ليه حاسة ان ليهم مصلحة فى حوار وقف القنوات ده
بس عموما خطوة جريئة وانا فرحانة بيها
هى فعلا خطو مقلقة خصوصا انها متاخرة و احنا و ناس كتير اتبح صوتهم من اول ما بدات القنوات دى و كانوا مطنشين و ده اللى قالقنا انها تكون حركة انتخابية بس ع العموم برضه احسن عشان يتلموا شوية
إرسال تعليق