انتهت الجولة الاولى من انتخابات مجلس الشعب 2010 ، و انتهى المولد الاولى للمهزلة المصرية فى الانتخابات التشريعية، فالعضو الذى يرشح نفسه للبرلمان لا يعلم من الاصل ما هو البرلمان و الناخب ايضاً يحتاج للحمة و الخدمات و الوظائف، تلك هى الريادة المصرية ، لقد عرف العالم الحياة البرلمانية منذ القدم و كانت لدينا تجارب رائدة فى هذا المجال منذ اكثر من قرن ايام الخديوى اسماعيل ثم تطورت شيئاً فشيئاً الى ان وصلت لمجلس الشيوخ و البرلمان المصرى وصولاً لدستور 23 ثم فجأة تم تدمير كل ذلك و بدلاً من البناء و اصلاح ما هو قائم تم نسف الحياة البرلمانية برمتها و استحداث اساليب و طرق غير موجودة غير فى مصر المحروسة الرائدة فى الرجوع للخلف، اتحاد اشتراكى و منابر و تنظيمات طليعية و استخباراتية ، ثم ظهرت الاحزاب الديكورية و عودة و تغير الاتحاد الاشتراكى الذى كان يتغنى اعضاؤه بالاشتراكية الى الحزب الوطنى الذى اخذ من كل رافد ليحتكر كل شئ ، فهو ابو الليبرالية و الاسلام و الديمقراطية و الاشتراكية و كل لون و طيف، الى ان وصلنا للحالة التى عليها الان و هى مزيج من السمك لبن تمر هندى، المرشح يعد بانجازات ليست من اختصاصه كانشاء مستشفى او رصف طريق او تعيين ابناء الدائرة فى وظائف عالة على المجتمع و على دافعى الضرائب و الاغرب ان اى مرشح لا يملك برنامجاً انتخابيا يحاسب عليه و من قدم برنامج فهو يقدم وعود لا تخصه كعضو برلمان، و ناتى الى الناخبين الذين يختارون بين هذا او ذاك على اساس ما يوزعه من منح و هدايا، كيلو لحمة ، بطانية ، ملابس ، اموال ، اى ان البائع يبيع ما لا يملك و المشترى يدفع الثمن ليحصل على الحصانة و بعدها يتم التعويض، و السؤال ما هى الدولة التى يدفع نوابها للناخبين و ينفقون عشرات الملايين سوى مصر ؟ و ما الذى سيحصل عليه هذا العضو لتعويض هذه الملايين سوى من جيوب المصريين ايضاً ، اى من باع قد باع بابخس الاسعار و سيستمر فى البيع بدون ان يدرى لتعويض ما انفقه العضو المحترم ، هى اذن معضلة مصرية ننفرد بها عن باقى دول العالم فحتى الصومال لا يحدث فيها مثل هذه الامور ، و الغريب ان السناتور المحترم يصبح لديه روافد عديدة لتدفق الاموال بعد انتخابه، فهو يحصل على بدلات لكونه نائب بالبرلمان و حصانة تمكنه من اشياء كثيرة مع انها مرتبة اجتماعية لتبجيله و ليست لاثرائه ، ثم يحصل على منافع متبادلة من السادة الاعضاء و الوزراء و المواطنين ايضاً ، هى اذن عملية تجارية مربحة يصرف فيها العضو بعض الملايين ليجنى من وراءها مئات الملايين، و سلم لى على الديمقراطية و الشفافية و سيد قراره
الريادة المصرية فى المجالس التشريعية
الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010
Posted by Elmasryeffendi at 4:52 ص
Labels: انتخابات, انتخابات مجلس الشغب مصر 2010, مصر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
9 comments:
عمر ما كان عندنا انتخابات بجد و كل مرة تبقى تمثيلية و كان اكرم للكل الالتزام بقرار الجمعية الوطنية للتغير و حزب الجبهة الديمقراطية و غد ايمن نور و عدم المشاركة فى المهزلة لان كده اللى حصل ان المعارضة الغبية اعطت العصابة الحاكمة شرعية على الفاضى و برضة اخدوا على قفاهم و كله اتزور
مش متعاطفة مع اى حد اترشح او نزل ينتخب
كوسسسسسسسسسسسسسسسة
Tears
مش عارف هانفضل كده لحد امتى ؟ احنا بقينا مسخرة قدام العالم حتى الصومال و اثيوبيا بقوا احسن منا فى الانتخابات
Sharm
هى فعلا كوسة بس المرة دى سعرها غالى شوية
خلينا منتبترش على النعمة هتلاقى فين حزب وطنى ديموقراطى إسلامى محافظ إشتراكى ليبرالى بيخلى البابا و شيخ الأزهر ياخدوا بعض بالحضن و فوق دة كله مخلاش إخوان الغم ياخدو الحكم و هو دة الأهم
نقطة تانية مين قال إن الريادة توقفت لهنا و بس مش إحنا برضه اللى عملنا العمال و الفلاحين اللى ميعرفوش الألف من كوز الدرة يحكموا البلد زيهم زى المتعلمين و دى مساواة برضه موصلش ليها حد قبل كدة
ELVIRA
اهم حاجة انه ما خلاش اخوان الغم ياخدوا الحكم و هى دى الفزاعة اللى ماسكها حزب كله على كله
و الغريب ان كل ما حد يتكلم و يطالب بالغاء نسبة الشباشب و الجلاليب مع احترامنا ليهم يتقابل بالرفض بالظبط زى موضوع تغيير الساعة اللى مالوش لازمة لكنه من المقدسات،
احنا رواد العشوائية فى دولة عشوائية يسكنها شعب عشوائى و يحكمها نظام عشوائى
لما نبقى شعب محترم عارف حقوقه وواجباته ولما نبعد عن التمييز بكل اشكاله وقتها بس من حقنا نتكلم عن الديموقاطية ومنظرنا اللى ضاع .. منظر ايه لناس رايحة تنتخب علشان تاخد 100 جنيه ولا 2 كليو طماطم
Desert Cat
فعلا عندك حق ، شكلها راحت مننا لاننا تفننا فى ضياع و اهدار الفرص بداية من الخمسينيات و حتى الان و بالتالى مش من حقنا ننقد قبل ما نعمل برنامج مخلص للنهوض بالمجتمع ، صحيح فى امل لكنه يبعث على الحسرة لان كل ده كان عندنا منذ اكثر من 100 سنة
إرسال تعليق