ان ما يحدث فى مصر هذه الأيام و ما حدث من اغتيال لإخوة مصريين فى صعيد مصر ، ما هو الا نتاج لثقافة تربت و ترعرت فى مصرنا المحروسة على مدى الثلاثين عاماً الماضية أو ما يزيد، خاصة بعد تزايد الأصولية فى المجتمع المصرى ، و المصيبة ان هذه الأصولية لم تعد من المتطرفين فحسب بل هناك العديد من المصريين المتعلمين و المتطرفين فى أفكارهم و تصرفاتهم تجاه اخوة مصريين آخريين لا يدينوا بديانتنا الإسلامية و هذا امر غريب و لكن الشئ المؤسف ان الحلول كثيرة و سهلة التطبيق و اولها الغاء خانة الديانة من بطاقة تحديد الشخصية، فالديانة لن تمثل شيئاً فى بطاقة تحديد الشخصية بل هى خانة زيادة لا فائدة منها سوى التفرقة بين المصريين و الغريب ان حكوماتنا المتعاقبة تعلم ذلك تماماً و ان الغاء هذه الخانة جزء من حل المشكلة ، فالمشكلة القائمة و هى الفتنة الطائفية لم تعد بحاجة الى التوارى او دفن الرؤس فى الرمال حيث انها امراً واقعاً و لن يحلها تقبيل اللحى و العناق بين الشيوخ و الرهبان، فكلنا متطرفون ، كلنا مقصرون فى حق مصريتنا و هويتنا ان نحن لم نبادر بعودة مصر للمصريين و ليست للوهابيين و الاصوليين و الارهابيين بل مصر للمصريين بجميع دياناتهم الإسلامية و المسيحية و اليهودية، فمنذ متى و نحن نقيم الشخص وفقاً لديانته ؟ لم تعرف مصر مثل هذا التطرف الا بظهور الغزو الوهابى لمصر بثقافاته و فضائياته و نقابه و كل مظاهر تخلفه، ان ما فى القلب فى القلب و لن تصفو القلوب الا اذا صفت النفوس و ترك كل منا ما بين العبد و ربه لخالقنا جميعاً سبحانه و تعالى، فالله هو الذى سيحاسبنا على أفعالنا و عباداتنا و ديننا و كلنا اخوة ندين بأديان سماوية و لا يجب ان يقيم كل دين الآخر بل يتعايش معه فى محبه و ود و وئام، و لتكون مصر مصرية لا عربية و لا اسلامية و لا مسيحية و لا يهودية بل مصر مصرية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
1 comments:
فعلا العنصرية أصبحت حتى تجاه المسلمين و بعضهم..اتفرج ماذا حدث لمجرد انى نشرت مقال مستنير بعنوان "الاسلام كما افهمه" و لم يعجب الكلام المتأسلمين الذين يريدوا تعقيد كل حاجة و تطهيق المسلمين فحدث هجوم كاسح و تم اتهامى بالجهل لولا الرقابة على التعليقات التى لا استهدف بها سواهم
الحل فى التعليم و الاعلام لكن بعد تطهير السياسة و التخلص من الانظمة الاستبدادية
إرسال تعليق